كم عدد غزوات الرسول في رمضان

 تعريف الغزوة خاض المسلمون معارك عديدة ضد المشركين في سبيل إعلاء كلمة التوحيد، وقد شارك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في كثير من هذه المعارك، وقد جاء الأمر بالقتال من الله -سبحانه وتعالى- في سبيل رد اعتداءات المشركين على المسلمين وفي سبيل نشر الدين الإسلامي بين الناس، والغزوة لغة هي لفظ مشتق من الفعل غزا، يغزو، وهي اسم مرة من الغزو، أما اصطلاحًا فتُسمَّى المعارك التي شارك فيها رسول الله -عليه الصَّلاة والسّلام- بالغزوات ولا فرق في الاسم إن حدث صدام مع المشركين في المعركة مثل غزوة أحد، أم لم يحدث أي صدام مثل غزوة الأبواء، وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل: كم عدد غزوات الرسول في رمضان؟ كم عدد غزوات الرسول في رمضان يمكن القول في الإجابة عن السؤال القائل: كم عدد غزوات الرسول في رمضان؟ إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- غزا مع جيش المسلمين في كثير من الغزوات ولكنَّه لم يصدف أن غزا في رمضان إلَّا في غزوتين اثنتين فقط، وهما غزوة بدر وهي الغزوة الأولى التي يحدث فيها صدام وقتال بين المسلمين والمشركين وكانت غزوة بدر في اليوم السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة، والغزوة الثانية التي غزاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في رمضان هي فتح مكة، حيث منَّ الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين بالفتح في العاشر من شهر رمضان في السنة الثامنة للهجرة، وما دون ذلك من غزوات الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- فكان في غير رمضان، والله تعالى أعلم.[١] نبذة عن غزوة بدر استكمالًا في الإجابة عن السؤال: كم عدد غزوات الرسول في رمضان؟ لا بدَّ من المرور على أحداث الغزوة الأولى التي خاضها الرسول -صلّى الله عليه وسلَّم- في رمضان، وهي غزوة بدر، ويُسمَّى يوم بدر بيوم الفرقان، وهي غزوة وقعت في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، وهو ما يوافق يوم 13 مارس من عام 624 ميلادية، كان المسلمون بقيادة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكانت قريش مع حلفائها بقيادة عمرو بن هشام المخزومي، وهي المعركة الأولى التي حدث فيها صدام وقتال مع المشركين، وقد سُمِّيت هذه الغزوة بغزوة بدر نسبة إلى منطقة بئر بدر التي وقعت الغزوة فيها، وهي بئر تقع بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وقد بدأت غزوة بدر حين حاول المسلمون اعتراض قافلة تجارية لقريش كانت تتجه نحو الشام وكان يقود أبو سفيان هذه القافلة، ولكن أبا سفيان استطاع أن ينجو بالقالة عندما سلك طريقًا غير الطريق التي توقعها المسلمون وأرسل لقريش يطلب منهم العون ويخبرهم بأمر المسلمين، فجمعتْ قريش الجموع وخرجت لنصرة أبي سفيان والقافلة التجارية، وكان عدد المسلمين في بدر ثلاثمئة رجل من الصحابة، بينما بلغ عدد المشركين ألف رجل، وقد حدث القتال قرب بئر بدر وانتهى بنصر المسلمين بإذن الله تعالى، وقتلِ عمرو بن هشام قائد المشركين وقتل سبعين مشرك معه، بينما استشهد من الصحابة أربعة عشر صحابي فقط، وكانت هذه الغزوة الأولى التي يغتنم منها المسلمون، وأظهرت قيمة الجيش الإسلامي ووجهت رسالة إلى كلِّ القبائل العربية التي تترصد بالمسلمين، وتظنهم صيدًا سهلًا وغنيمة مُتاحة.[٢] نبذة عن فتح مكة إنَّ الإجابة عن سؤال: كم عدد غزوات الرسول في رمضان، هي أنَّه غزا غزوتين، الأولى غزوة بدر الكُبرى، أمَّا الغزوة الثانية التي خاضها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في رمضان فهي فتح مكة، ويُسمَّى يوم فتح مكة بيوم الفتح الأعظم، كان فتح مكة المكرمة في العشرين من رمضان من العام الثامن للهجرة النبوية، وهو ما يوافق يوم العاشر من يناير سنة 630 ميلادية، وفي هذا اليوم العظيم استطاع المسلمون أن يدخلوا مكة المكرمة فاتحين منتصرين بعد غياب ثماني سنوات عنها، أمَّا سبب غزوة فتح مكة فهو أن قبيلة بكر التي دخلت في صلح الحديبية في عهد قريش نقضت صلح الحديبية بهجومها على قبيلة خزاعة الداخلةِ في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم واستنجدت خزاعة بالمسلمين فأغاثها رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وجهَّز جيشًا من المسلمين قوامه عشرة آلاف مقاتل وسار بالجيش نحو مكة المكرمة، ثمَّ دخل رسول الله والمسلمون مكة المكرمة دون قتال يُكر باستثناء بعض المعارك الصدامات التي قام بها مجموعة من المشركين بقيادة عكرمة بن أبي جهل، ولكن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- تصدَى لمجموعة عكرمة وقتل منهم اثني عشر رجلًا بينما استشهد اثنان من المسلمين فقط، ودخل المسلمون مكة بعد غياب، وبعد أن استقرَّ الوضع واطمأن الناس طاف رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالكعبة الشريفة، ثمَّ قام بتكسير أصنام قريش التي كانت حول الكعبة، روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "دَخَلَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَكَّةَ- وَحَوْلَ الكَعْبَةِ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بعُودٍ كانَ بيَدِهِ، ويقولُ: {جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِلَ كانَ زَهُوقًا}[٣]، {جَاءَ الحَقُّ وَما يُبْدِئُ البَاطِلُ وَما يُعِيدُ}[٤]"[٥]، ثمَّ أمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بلال بن رباح -رضي الله عنه- أن يصعد الكعبة ويؤذن للصلاة، فكان الفتح بإذن الله تعالى، والله تعالى أعلم.[٦] كم عدد غزوات الرسول بعد الإجابة عن السؤال: كم عدد غزوات الرسول في رمضان، وإلقاء نظرة على الغزوتين اللتين غزاهما رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في رمضان، جدير بالذكر إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- غزا في حياته كلِّها غزوات كثيرة، ولكن الروايات الواردة لم تحدد عدد الغزوات بالضبط، فكان هناك اختلاف بين الروايات في عدد غزوات رسول الله، ففي حديث رواه زيد بن الأرقم -رضي الله عنه- قال: "عنْ أبِي إسْحاقَ، قالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بنَ أرْقَمَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: كَمْ غَزَوْتَ مع رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؟ قالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ، قُلتُ: كَمْ غَزا النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؟ قالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ"[٧]، وقالت روايات أخرى إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- غزا خمسًا وعشرين غزوة، وقيل سبعًا وعشرين وقيل: غزا تسعًا وعشرين غزوة، والراجح أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- غزا سبعًا وعشرين غزوة، أولها غزوة الأبواء وآخرها غزوة تبوك، والله تعالى أعلم.[٨]